تربية الإنسان لا تنتهي بمغادرته المدرسة // بقلم المستشار سعود عقل
إن دور المدرسة في تطوير المجتمع المحلي والعلاقة بين المدرسة والمجتمع، من المبادئ التربوية التي أصبحت معروفة وشائعة ومقررة. ولطالما عالجها المربون التربويون معالجة وافية. والمسألة هي مسألة وضع الأطر التنظيمية التي تحول هذه المبادئ الى واقع وسلوك.
وبناء على هذا، ليس من الضروري أن تكون المدرسة صورة عن المجتمع أو أن يكون المجتمع نفسه صورة عن المدرسة.
فالعلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي هي وحدة متكاملة تؤثر كل منها على الآخر، لأنهما كمؤسسة اجتماعية من شأنها توثيق العلاقة بين المدرسة من جهة والبيت والمجتمع من جهة أخرى، ، وأرى أن تكون العلاقة بينهم متدرجة حتى لا يشعر الطالب بصعوبة في تكييف نفسه مع المجتمع الذي يعيش فيه، مما يؤدي الى خلق مشكلات نفسية وسلوكية عند الطالب.
وهناك خطوات تنظيمية بين الأطراف الثلاثة تؤدي الى نتائج تربوية مثمرة وفعالة أذكر منها:
١_ إقامة علاقات ديمقراطية نوعا ما بين الطالب في المدرسة وبين جوهر المجتمع الحديث ليواكبوا كل جديد .
٢_ تدريب الطلاب على الحكم الذاتي والتنظيم الذاتي، بمعنى أن يتمرسوا على تحمل المسؤولية وأن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، وهذه القيادة الذاتية تؤدي الى نتائج هامة أهمها تعويد الطلبة على مقومات الحكم الديمقراطي الصحيح.
٣_ إتاحة الفرص للطلبة بتنمية روح الاحترام والمبادرة في العمل والرغبة على بذل المجهود الشخصي، وتنمية الشعور بالمسؤولية، فيكتسب الطالب الصفات الاجتماعية والأخلاقية التي تسعى التربية الحديثة الى تزويد المواطن بها، فيتعلمون الخبرة بتقسيم الوقت والعمل حسب الكفاءة والاستعداد، كما نعودهم على توحيد مصالحهم ومنافعهم، وإلى التآزر المبتادل بين المدرسة والبيت والمجتمع.
انطلاقا مما تقدم، لا بد أن تكون المدرسة صورة مصغرة عن الحياة ، فيشارك الطالب بمحيطه وبيئته قدر المستطاع من المعارض والمتاحف، الرحلات وزيارة المؤسسات المختلفة، تبادل الزيارة بين أفراد الهيئة التعليمية وبين أولياء الأمور، إقامة الحفلات الدينية وما شابهها، إقامة المحاضرات والندوات، التعرف على قوانين البلاد، المسموح منها والممنوع وأسباب السماح والمنع، المشاركة في مجالس اتحاد الطلبة، التعرف على المحامين والقضايا المجتمعية المطروحة وعلاقتها بالمدرسة، ومحاولة تقليدهم في نشاطات صفية للإضاءة على مجهوداتهم المهمة في الوصول الى العدالة .
هكذا نفتح أفق المستقبل منذ الصغر لأبنائنا، فيختارون ما يناسب ميولهم ويعملون عليها وحتما سينجحون .
وبناء على هذا، أقترح أن تمنح وزارات التربية وخاصة في البلدان النامية صلاحيات واسعة لمديري المدارس للقيام بهذه النشاطات التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من المنهاج المقرر مع الأخذ بعين الاعتبار أن يكون مديرو المدارس في مستوى المسؤولية بكل ما في الكلمة من معنى من ناحية الاطلاع على أصول الإدارة الحديثة اطلاعا واسعا .
ماشاءالله جميل الاستطراد الله يوفقك.
ردحذفطرح جميل و شرح وافي حفظكم الله
ردحذف