المحاماة هي مهنة الدفاع عن الحقوق الاساسية وكذلك تقديم الاستشارات القانونية لمن يحتاج الاستشارة، ولا بد ان يكون من يمارس هذه المهنة مرخص له من هيئة المحامين حسب نظام المحاماة المعدل وفقاً لقرار مجلس الوزراءرقم٣٨٦ وتاريخ١٤٤٣/٧/١٤،واستناداً للمادة (السادسة )من النظام.
والمحاماة مهنة حرة تشارك السلطة القضائية بصفة اصيلة فى تحقيق العدالة وفى تأكيد مبدأ سيادة القانون وفى كفالة حق الدفاع عن حقوق المواطنين والمقيمين وحرياتهم ويجب على المحامي ان يكون حاضر البديهة مع اي تفاصيل تدور في جلسات المحاكمة، متقن لاختيار الالفاظ القانونية بأسلوب سلس وواضح ومفهوم (فللمهنة لغتها) بحيث يستطيع لفت نظر القاضي وجذب انتباهه لما يرغب ايصاله،وذلك لا يكون الا بحسن لغة المحامي القانونية ولغته العربية وتمكنه من ناصيتها، فان اختل احداهما فانه يفقد حسن المرافعة الشفهية التي احد ركائزها فن الالقاء. كما ينبغى على المحامي ان يكون ذو نظرة ثاقبة تمكنه من معرفة اختيار الاسلوب الدفاعي الافضل حتى لو كان ذلك في نظر غير المختصين امل ضعيف لنجاح الدعوى وتحقيق العدالة والنجاح لا يتحقق بحكمٍ يوافق طلب المحامي وانما يتحقق بحماية اجراءات التقاضي وفق سيادة القانون وسلامة الاجراءات،كما ان القاضي والمحامي هما جناحا العدالة يعملان جنباً إلى جنب في سبيل إظهار الحقائق وكشف الشبهات حتى تأتي الأحكام معبرة عن نصرة الحق، وبالمقارنة بين عمل كلٍ منهما يرى البعض ان عمل المحامي يتطلب دقة اكثر، لان مهمة المحامي، الابداع والتكوين بينما مهمة القاضي تكمن في التوازن وترجيح مايقدمه طرفي الدعوى.كما ينبغي على المحامي اتقان التعامل مع وسائل التقنية الحديثه لتسيير عمله بالشكل الصحيح ومعرفة رفع ماتتطلبه الدعوى من مستندات،ولا يعتمد في ذلك على معاونية بشكل يجعله يجهل التعامل معها، لان المحكمة قد تطلب منه اضافة اي مستند في اي وقت وربما يصادف ذلك حضور الجلسة والمحامي في طريق سفر ، كماهو سائد في الوقت الراهن من فتح الجلسات عن بعد من خلال وسائل التقنية الحديثة. كما ان اجادة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي الحديثه تساعد المحامي في تطوير الخدمات المقدمه للعملاء، وكذلك الوصول للمعلومة المرادة بوقت اسرع، وتساعد في ابراز المحامي ومعرفة موقعه والخدمات التي يقدمها ،على ان يكون ذلك وفق النظام .كما ان المحاماة من المهن ذات الطابع الاجتماعي فالمحامي يتعامل مع الفقراء والاغنياء، والبسطاء والمثقفين ،فعليه ان يكون مجيداً لفن الانصات والقدره على معرفة سلوك وشخصية المتعامل معه، وان لا يتسرع في ابداء رأية القانوني، وايهام العميل بانه مصباح علاء الدين في حل المشكلة المعروضه امامه،وانما يجب ان يكون متوازن في اظهار الواقعيه بعيد عن المِثاليات المبالغ فيها.ان المحاماة مهنة وليست وظيفة،وهذا مايزيد على المحامي عبء اكبر من غيره،لان المتعاملين مع المحامي يثقون في انه موسوعة قانونية علمية متحركة،فبإمكانه الجواب على كل سؤال يطرح عليه سواء في قضية تجارية او طبيه او عمالية او حقوقيه او جزائية او غيرها. لذا ينبغى ان يكون ملم بكافة العلوم و فروع القانون، ومما لا شك فيه ان ذلك يتكون مع خبرة السنوات ومع كثرة القراءة والاطلاع يكسب المحامي المعارف المطلوبه مما يزيد سجله المهني والقدرة على فن التعامل مع العملاء كما ينبغى.يقول المفكر الفرنسي فولتير( كنت اتمنى ان اكون محامياً)لانه مرجع لجميع طبقات البشر، وكذلك رئيس وزراء السودان الاسبق محمد احمد المحجوب الداعي الى مؤتمر اللاءات الثلاث الذي قرر فية المقاطعة التامة لإسرائيل بعد الصلح بين الزعيمين العربيين الملك فيصل وعبد الناصر وهو خريج كلية الهندسة فقد درس القانون وعمل بالمحاماة دراية بانه العلم الاوسع والأكثر ارتباطا بالبشر في امورهم الحياتية ومهنة الانصاف والحق. عليه فان الوقت يعد بالنسبه للمحامي اثمن مايملك لحاجته لكل ساعه من يومه لقضائه في الاستزادة من المعارف المطلوبة منه،ناهيك عن كونه مقياس لإتعابه حيث الاجر مقابل عدد الساعات،حتى في الاستشارة فهي تقاس بالساعة وهذا جهد على المحامي لمضاعفة عدد ساعات عمله، علماً بان المحامي لا يلتزم بدوام فهو ملزم بالرد على عملائة في اي وقت خارج وقت الدوام الرسمي لمكتبه، غير انه باحث عن المعرفه في كل الاوقات ولا تقف علاقته العلمية بحصوله على شهادة القانون او الشريعه،بل هي بداية الطريق، فالقانون متجدد ومتطور مثله مثل مهنة الطب، فكل شهر نسمع عن نظام جديد او تعميم يخص المهنه لاسيما في ظل المتغيرات الجديدة والمتسارعة والتطور المسستمر من قبل حكومتنا وقيادتها المباركة حفظهما الله.
وفي احدث البحوث قام باحثون بالمملكة المتحدة التوصل الى اكتشاف يمكن من زرع شرائح الكترونية تثبت على دماغ من تتطلب مهنتة الاستحضار وتخزين الملعومات فكان هو المحامي صاحب اعظم المهن واعقدها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق